في أحد أيام الربيع الباهتة، وقف يوسف يتأمل ظله في المرآة، غير مدرك أن حياته كانت على وشك التغير بسبب سرطان الفم. 

كانت بدايته مع المرض مجرد قرحة صغيرة لم يأبه لها، لكنها كانت الشرارة الأولى في رحلته الطويلة مع هذا المرض الخطير. 

هذه القصة ليست فقط عن يوسف، بل هي عن كل شخص يواجه هذا التحدي.

في هذا المقال، نغوص في أعماق ما هي اسباب سرطان الفم، تلك الأسباب التي قد تكون محيطة بنا دون أن ندرك خطرها.

 نتطرق أيضًا إلى سرعة انتشار سرطان الفم، فهو ليس مرضًا يُمكن التغاضي عن تطوراته. 

اعراضه ، التي قد تظهر بشكل خفي ولكنها مؤشرات حاسمة للتشخيص المبكر، ستكون جزءًا هامًا من حديثنا. 

ولا يمكننا إغفال جزء أساسي في هذا السرد: تجربتي معه ، إذ نكشف عن خيارات العلاج والتشخيص المتاحة اليوم، والتي تمثل طوق النجاة لكثيرين. 

ما هو سرطان الفم واعراضه؟ 

يشكِّل سرطان الفم (بالإنجليزية: Oral Cancer or Mouth Cancer) أحد الأنواع الرئيسية لسرطانات الرأس والرقبة. 

يتميز هذا النوع من السرطان بنمو خلايا غير طبيعية وسرطانية في أنسجة الفم المختلفة؛ مثل: اللسان، الشفاه، اللثة، وبطانة الفم.

يحتل سرطان الفم مرتبة مرتفعة بين السرطانات الأكثر شيوعًا، ويزداد انتشاره عالميًا. 

في الولايات المتحدة وحدها، يتم تشخيص حوالي 49 ألف حالة سنويًا، مع تركيز أكبر في الفئة العمرية التي تزيد عن الأربعين عامًا.

لا يمكن التقليل من أهمية الكشف المبكر عنه، فهو يشكل حجر الزاوية في زيادة فرص النجاة وتحسين نتائج العلاج. 

يلعب طبيب الأسنان دورًا محوريًا في هذا السياق، إذ يمكنه اكتشاف العلامات المبكرة لسرطان الفم خلال الفحوصات الروتينية، مما يسهم في بدء العلاج المبكر ويعزز فرص الشفاء.

يُعد سرطان الفم من الأورام الخبيثة التي تحتاج إلى تدخل سريع وفعّال نظرًا لتعقيداته وصعوبة علاجه، خاصة في مراحله المتقدمة.

أنواع سرطان الفم

تشمل أنواع سرطان الفم:

  • سرطان الشفاه: يبدأ عادةً في الخلايا الحرشفية التي تغطي الشفاه، وهو أكثر شيوعًا في الشفة السفلية.
  • سرطان اللسان: يتطور عادةً على جانبي اللسان أو تحته.
  • سرطان اللثة: ينشأ في الأنسجة التي تدعم الأسنان.
  • سرطان البطانة الداخلية للخد: يتطور في الخلايا الحرشفية التي تغطي الخد من الداخل.
  • سرطان أرضية الفم: يحدث تحت اللسان في قاع الفم.

من المهم الإشارة إلى أن أغلب سرطانات الفم تنشأ في الخلايا الحرشفية، وهذا النوع يُعرف بـ “سرطان الخلايا الحرشفية”. 

يُعرف هذا النوع بزيادة سرعة انتشار سرطان الفم  وقدرته على الانتشار إلى مناطق أخرى من الجسم إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.

يُعد التعرف على سرطان الفم وأنواعه خطوة أساسية نحو فهم كيفية التعامل مع هذا المرض والسُبل المتاحة لعلاجه.

اعراض مرض سرطان الفم

يُعد تحديد أعراضه وفهمها خطوة حاسمة نحو التشخيص المبكر وبدء العلاج الفعال. 

قد تتراوح الأعراض من تلك البسيطة والتي قد لا تثير القلق في البداية إلى الأعراض الأكثر خطورة التي تشير إلى تطور المرض.

الأعراض المبكرة

تشمل اعراض مرض سرطان الفم المبكرة ما يلي:

  • ظهور قروح في الفم أو على الشفاه التي لا تلتئم خلال فترة زمنية طبيعية.
  • وجود بقع بيضاء أو حمراء في الفم يمكن أن يكون علامة مبكرة لسرطان الفم.
  • الألم في الفم أو الشعور بوجود شيء عالق في الحلق قد يكون أيضًا من الأعراض المبكرة.

التطور وتفاقم الأعراض

تتضمن اعراض مرض سرطان الفم بعد تفاقم المرض ما يلي:

  • يمكن أن يشير تغير الصوت أو وجود صعوبة ملحوظة في الكلام إلى تطور السرطان.
  • قد تكون صعوبة في البلع أو فتح الفم علامة على انتشار السرطان.
  • قد يؤدي سرطان الفم إلى ألم في الأذن في بعض الحالات.
  • يمكن أن يكون فقدان الوزن المفاجئ وغير المبرر علامة على تقدم السرطان.
  • قد يكون التورم أو الشعور بكتلة في الفك أو الوجه ناتجًا عن تقدم السرطان.

من المهم التأكيد على أن وجود واحدة أو أكثر من هذه الأعراض لا يعني بالضرورة وجود سرطان الفم، ولكنه يتطلب الفحص الطبي للتأكد والتشخيص. 

ما هي اسباب سرطان الفم؟

يمكن أن ينشأ سرطان الفم من عدة عوامل مختلفة، متضمنة عوامل وراثية وجينية، بالإضافة إلى عوامل بيئية ومتعلقة بنمط الحياة. 

فهم هذه العوامل يساعد في التقليل من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.

العوامل الوراثية والجينية

التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الفم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة به. على الرغم من أن العوامل الوراثية ليست دائمًا السبب الرئيسي، إلا أنها تلعب دورًا في زيادة القابلية للإصابة.

التغييرات الجينية: بعض التغييرات الجينية الموروثة أو المكتسبة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم. تشمل هذه التغييرات تلك التي تؤثر على الخلايا الطلائية في الفم.

عوامل الخطر البيئية ونمط الحياة

تشمل هذه العوامل؛ التدخين واستهلاك التبغ، الكحول، سوء التغذية (نقص بعض العناصر الغذائية، مثل الفيتامينات والمعادن)، بعض الفيروسات؛ مثل: فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

تُعد التوعية باسبابه وعوامل خطر خطوة أساسية في الوقاية من هذا المرض. 

تغيير نمط الحياة بطرق صحية؛ مثل: الإقلاع عن التدخين وتجنب الكحول المفرط، إلى جانب التغذية السليمة والفحوصات الدورية، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الفم.

تشخيص سرطان الفم

يعتمد تشخيص سرطان الفم على مجموعة من الفحوصات السريرية والتصويرية والمخبرية التي تساعد في تحديد موقع وحجم ومدى انتشار السرطان.

الفحوصات السريرية

الفحص البدني: يقوم الطبيب بفحص الفم بحثًا عن أي قروح غير طبيعية، تورم، أو تغيرات في الأنسجة. يتضمن ذلك فحص اللسان، الشفتين، اللثة، والغدد اللمفاوية في العنق.

التقييم السريري للأعراض: يتم تقييم الأعراض التي يعاني منها المريض مثل صعوبات البلع، التغيرات في الصوت، أو ألم في الأذن.

الخزعة: إذا وجد الطبيب أي منطقة مشبوهة، قد يأخذ عينة صغيرة من الأنسجة (خزعة) لفحصها في المختبر وتحديد ما إذا كانت سرطانية.

الفحوصات التصويرية والمخبرية

تتضمن الفحوصات التصويرية والمخبرية ما يلي: 

  • التصوير بالأشعة السينية: يمكن استخدام أشعة إكس لفحص الفكين والعظام المحيطة بالفم.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر صورًا مفصلة للفم والأنسجة المحيطة به، مما يساعد في تحديد مدى انتشار السرطان.
  • التصوير المقطعي (CT scan): يُستخدم لفحص الرقبة والرأس والصدر للبحث عن انتشار السرطان إلى الغدد اللمفاوية أو الأعضاء الأخرى.
  • فحص الحنجرة: يمكن إجراؤه باستخدام منظار خاص لفحص الحلق والحنجرة، خاصةً إذا كان المريض يعاني من صعوبة في البلع أو تغيرات في الصوت.
  • الفحوصات المخبرية: تشمل تحاليل الدم والبول للبحث عن علامات السرطان أو تأثيره على وظائف الجسم الأخرى.

يعد تشخيص سرطان الفم في مراحله المبكرة عاملًا حاسمًا لزيادة فرص الشفاء وتقليل خطر المضاعفات. 

لذلك، ينبغي الخضوع للفحوصات الدورية، خاصة للأشخاص المهددين بالإصابة بسرطان الفم.

خيارات علاج سرطان الفم

عند تشخيصه، تعتمد خطة علاج على عدة عوامل؛ مثل: مرحلة السرطان، موقعه، والحالة الصحية العامة للمريض. 

تتضمن العلاجات الرئيسية الجراحة، العلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي.

الجراحة وأنواعها

تشمل أنواع العمليات الجراحية لسرطان الفم ما يلي: 

  • الاستئصال الجراحي: الإجراء الأكثر شيوعًا لعلاج سرطان الفم. 

يهدف إلى إزالة الورم السرطاني وجزء من الأنسجة السليمة المحيطة لضمان عدم ترك خلايا سرطانية. 

يمكن أن يتضمن الاستئصال الجراحي إزالة جزء من اللسان، الفك، أو الشفة.

  • جراحة الغدد اللمفاوية: في حال انتشار السرطان إلى الغدد اللمفاوية في العنق، قد يتطلب الأمر إزالتها جراحيًا.
  • الجراحة الترميمية: بعد إزالة الورم، قد يحتاج المرضى إلى جراحة ترميمية لإعادة بناء الأجزاء المتأثرة من الفم أو الوجه.

العلاج الإشعاعي والكيميائي

العلاج الإشعاعي: يستخدم أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية. 

يمكن استخدامه قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، أو بعد الجراحة للتخلص من أي خلايا سرطانية متبقية.

قد يكون العلاج الإشعاعي خارجيًا (يتم توجيه الأشعة إلى السرطان من خارج الجسم) أو داخليًا (يتم وضع المواد المشعة بالقرب من السرطان داخل الجسم).

العلاج الكيميائي: يستخدم الأدوية الكيميائية لقتل الخلايا السرطانية. 

يمكن أن يُعطى بمفرده أو بالتزامن مع العلاج الإشعاعي. العلاج الكيميائي يمكن أن يتم عن طريق الفم أو الحقن الوريدي.

للحجز والاستفسار مع دكتور علي الفقيهافضل دكتور لعلاج الاورام في مصر– يمكنك التواصل معنا عبر الأرقام الموجودة على موقعنا.