سرطان المريء، هذا المصطلح الطبي الذي قد يبدو مخيفًا للبعض، يعكس حالة خطيرة تتعلق بأحد أهم أعضاء الجسم.

تتضمن وظيفه المرئ في عملية الهضم، نقل الطعام من الفم إلى المعدة. لكن عندما تتطور خلايا غير طبيعية في بطانته، يُشكل سرطان المريء تحديًا كبيرًا للصحة.

يُظهر سرطان المريء أعراضًا قد تكون مبهمة في البداية، لكن مع تفاقم المرض، تصبح هذه الأعراض أكثر وضوحًا وأشد خطورة.

يتساءل كثيرون، هل سرطان المريء قاتل؟ تكمن الإجابة في مدى سرعة الكشف عنه وفعالية العلاج. فكلما شُخِّص المرض مبكرًا، كانت فرص العلاج والتعافي أفضل.

في هذا المقال، نأخذكم في رحلة معرفية وتوعوية حول سرطان المريء، نستكشف فيها كل ما يتعلق بهذا المرض من أعراض سرطان المريء وأسباب وأساليب العلاج، مع التركيز على أهمية التشخيص المبكر والوقاية من هذا المرض.

ما هو سرطان المريء؟

هو نوع من السرطانات التي تبدأ في الخلايا التي تبطن المريء، وهو الأنبوب الطويل الذي يمتد من الحلق إلى المعدة.

عندما تتكون خلايا سرطانية في هذه المنطقة، يمكن أن تتطور وتنمو بشكل غير طبيعي وتشكل ورمًا.

قد تؤثر هذه الأورام على وظيفه المرئ الطبيعية وتسبب مجموعة من الأعراض والمضاعفات.

أنواع سرطان المريء

يوجد نوعان رئيسيان من سرطان المريء:

  • سرطان الخلايا الحرشفية
    يبدأ هذا النوع من سرطان المريء في الخلايا الحرشفية التي تشكل الطبقة العليا من بطانة المريء.

هذا النوع من السرطان شائع في عديد من الدول ويُعتقد أنه مرتبط بعوامل؛ مثل: التدخين وتناول الكحول.

  • سرطان الغدد الكظرية
    ينشأ هذا النوع من سرطان المريء في الخلايا الغدية، والتي تُنتج المخاط وغيره من السوائل في المريء.

يُعرف أيضًا باسم “الورم الغدي” وغالبًا ما يرتبط بحالة تُعرف بمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) ومتلازمة باريت.

كل نوع من أنواع سرطان المريء له خصائصه الخاصة ويتطلب طرق علاج مختلفة.

يُعد فهم هذه الأنواع وطرق تطورها خطوة مهمة نحو فهم هذا المرض بشكل أفضل والتعامل معه بفعالية.

أسباب وعوامل خطر سرطان المريء

يساعد فهم أسباب وعوامل خطر سرطان المريء في التقليل من احتمال الإصابة به ويسهم في الكشف المبكر عنه.

يُعتقد أن هذا النوع من السرطان ينجم عن تغيرات في الخلايا التي تبطن المريء، لكن الأسباب الدقيقة لهذه التغيرات ليست مفهومة بشكل كامل.

العوامل الوراثية والبيئية

تشمل هذه العوامل ما يلي:

التاريخ العائلي: الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان المريء أو أنواع أخرى من السرطانات قد يكونون أكثر عرضة للإصابة.

التعرض لبعض العوامل البيئية: مثل المواد الكيميائية الصناعية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء.

الإصابة ببعض الأمراض: مثل متلازمة بلومر فنسون (Plummer-Vinson Syndrome) ومتلازمة باريت (Barrett’s Esophagus)، التي يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في خلايا المريء.

العادات الغذائية ونمط الحياة

تتضمن هذه العادات ما يلي:

قد يؤدي التدخين وشرب الكحول بكثرة إلى تهيج في بطانة المريء ويزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء.

النظام الغذائي الغني بالأطعمة المصنعة والدهون وقليل الفواكه والخضروات يمكن أن يسهم في زيادة خطر الإصابة.

يرتبط الوزن الزائد بزيادة خطر الإصابة بعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان المريء.

الارتجاع المعدي المريئي (GERD): يمكن أن يؤدي الارتجاع المزمن لمحتويات المعدة إلى المريء إلى تلف بطانته وزيادة خطر الإصابة بسرطان المريء.

من المهم الانتباه إلى هذه العوامل والسعي لتبني نمط حياة صحي للحد من خطر الإصابة بسرطان المريء.

كما يُنصح بالمتابعة الدورية مع احسن دكتور جراحة اورام فى مصر، خاصة للأشخاص الذين يمتلكون عوامل خطر مرتفعة.

أعراض سرطان المريء

يمكن سرطان المريء أن يتطور بشكل خفي في بدايته، مما يجعل الكشف المبكر عنه تحديًا، لكن عندما تظهر الأعراض، فإنها عادةً ما تكون واضحة وتستدعي الانتباه الطبي:

  • صعوبة في البلع: أحد أكثر الأعراض شيوعًا هو الشعور بالصعوبة أو الانزعاج أثناء البلع، وقد يشعر المريض كأن الطعام يعلق في الحلق أو منتصف الصدر.
  • تغير في الوزن: فقدان الوزن غير المبرر قد يكون علامة تحذيرية، خاصةً إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى.
  • ألم في الصدر أو خلف عظام القص: قد يشعر المريض بألم أو عدم راحة في منطقة الصدر، والذي يمكن أن يكون مؤشرًا على تقدم المرض.
  • حرقة المعدة أو الارتجاع الحمضي: الشعور بالحرقة أو الارتجاع الحمضي المستمر قد يكون مرتبطًا بتغيرات في بطانة المريء.
  • السعال المزمن أو التغير في الصوت: تهيج المريء يمكن أن يؤدي إلى السعال المزمن أو بحة في الصوت.
  • صعوبة التنفس أو الشعور بالاختناق: في حالات نادرة، قد يؤدي الورم إلى ضغط على القصبة الهوائية، مما يسبب صعوبة في التنفس.

من المهم الإشارة إلى أن هذه الأعراض يمكن أن تكون مرتبطة بأمراض أخرى وليست فقط لسرطان المريء.

لذلك، يُنصح بشدة بزيارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق في حالة استمرار هذه الأعراض أو تفاقمها.

تشخيص سرطان المريء

يعتمد تشخيص سرطان المريء على مجموعة من الفحوصات والإجراءات التي تهدف إلى تحديد وجود الورم ومدى انتشاره.

إليك تفصيلًا الخطوات الرئيسية في عملية التشخيص:

التقييم الأولي والتاريخ الطبي
يبدأ التشخيص بمناقشة الأعراض والتاريخ الطبي مع الطبيب.

يمكن للطبيب أيضًا إجراء فحص جسدي لتقييم العلامات العامة للصحة، بما في ذلك البحث عن أي علامات غير طبيعية؛ مثل: الكتل أو تضخم العقد اللمفاوية.

التنظير الداخلي (Endoscopy)
يُعد التنظير الداخلي من أكثر الطرق فعالية للنظر مباشرة في المريء.

يتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا (منظار) عبر الفم إلى المريء للبحث عن أية تغيرات أو أورام.

أخذ عينة الأنسجة (الخزعة)
خلال التنظير الداخلي، يمكن للطبيب أخذ عينات من الأنسجة (خزعة) من أي مناطق تبدو غير طبيعية.

تُفحص هذه العينات تحت المجهر لتحديد وجود خلايا سرطانية.

الفحوصات التصويرية
قد يُوصى بإجراء فحوصات تصويرية للحصول على صور مفصلة للمريء والأعضاء المحيطة به.

تشمل هذه الفحوصات التصوير بالأشعة السينية، التصوير المقطعي المحوسب (CT)، التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وتصوير البطن بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound).

التصوير المقطعي البوزيتروني (PET Scan)
في بعض الحالات، قد يُستخدم للبحث عن انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.

فحوصات إضافية
قد يُوصى أيضًا بإجراء فحوصات أخرى لتقييم وظائف الأعضاء الحيوية والتحقق من الحالة الصحية العامة للمريض، خاصةً إذا كان من المحتمل إجراء علاج يتطلب تدخل جراحي أو كيميائي.

يُعد التشخيص المبكر لسرطان المريء عاملاً حاسمًا في تحسين فرص العلاج والتعافي. لذلك، من الضروري مراجعة الطبيب عند ظهور أي من الأعراض المذكورة سابقًا.

علاج سرطان المريء

عند تشخيص إصابة شخص ما بسرطان المريء، يتم اللجوء إلى مجموعة من الفحوصات الدقيقة لتحديد مدى انتشار الخلايا السرطانية داخل المريء أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.

يُعتبر فهم آلية انتشار السرطان خطوة حاسمة في تخطيط العلاج، حيث يمكن أن ينتقل السرطان من موقعه الأصلي إلى أماكن أخرى بالجسم.

تُقسم مراحل سرطان المريء إلى عدة فئات، مع التركيز على نوعين رئيسيين: سرطان خلايا الحرشفية والأدينوكارسينوما.

تتراوح هذه المراحل من الصفر إلى المرحلة الرابعة، وكل مرحلة تُشير إلى درجة تقدم السرطان وانتشاره.

يختلف العلاج بحسب المرحلة التي يتم تشخيص المريض بها، حيث يمكن أن يتضمن العلاج الكيميائي الإشعاعي تليه الجراحة، أو الجراحة بمفردها، أو العلاج الكيميائي يتبعه الجراحة.

في بعض الحالات يكون العلاج الكيميائي الإشعاعي هو العلاج الوحيد المستخدم.

تتطور خيارات العلاج لتصبح أكثر تعقيدًا مع تقدم مراحل السرطان.

يمكن أن يشمل العلاج للمرضى في المرحلة الرابعة العلاج العلاج الكيميائي الإشعاعي والعلاج الكيميائي والعلاج المناعي والعلاجات التجريبية.

الهدف هو توفير رعاية شاملة تعتمد على حالة كل مريض.

إضافة إلى العلاجات الرئيسية، يُعتبر العلاج التلطيفي جزءًا مهمًا من الرعاية الصحية للمرضى في المراحل المتقدمة، حيث يهدف إلى تحسين جودة الحياة وتخفيف الأعراض من خلال العلاج بالليزر، دعامة المريء، العلاج الإشعاعي، وغيرها من الإجراءات.

يجب الأخذ بعين الاعتبار أن سرطان المريء قد يعود حتى بعد العلاج، لذلك يتطلب الأمر متابعة دقيقة ورعاية مستمرة.

هل سرطان المريء قاتل؟

يُعد سرطان المريء من الأمراض الخطيرة ويمكن أن يكون قاتلاً، إذا شُخّص في مراحل متأخرة.

لكن ينبغي التشديد على أن كل حالة فريدة، ويجب تقييمها على حدة.

استشارة الطبيب المختص والحصول على تشخيص وعلاج مبكر يمكن أن يكون له تأثير كبير على النتائج الصحية.

تعتمد معدلات البقاء على قيد الحياة لسرطان المريء على عدة عوامل؛ مثل: مرحلة السرطان عند التشخيص، الصحة العامة للمريض، ونوع العلاج الذي يتلقاه.
الإجراءات التداخلية للتخفيف من الأعراض
في حالات السرطان المتقدم، قد تُستخدم إجراءات؛ مثل: وضع دعامة في المريء للمساعدة في البلع.

ختامًا،، نؤكد على أهمية الوعي بخطورة سرطان المريء وتأثيره على الصحة.

ينبغي التأكيد على أن الكشف المبكر للأعراض والاستجابة السريعة في طلب الرعاية الطبية يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في نتائج العلاج وجودة الحياة للمصابين.

للحجز مع احسن دكتور جراحة اورام فى مصر، يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموجودة على الموقع.