
سرطان المبيض
في صباح يوم شتوي بارد، وقفت ليلى أمام المرآة، تفكر في الرحلة الطويلة التي خاضتها مع سرطان المبيض.
كانت قصتها ليست فقط معركة شخصية للبقاء على قيد الحياة، بل كانت رحلة معرفة واكتشاف.
تذكرت ليلى كيف بدأ كل شيء بأعراض غامضة، مما دفعها للبحث عن إجابات وفهم أعمق لاسبابه ، وتحديد اعراض ورم المبيض التي عانت منها.
بعزم وأمل، قررت ليلى مشاركة قصتها مع العالم، لتعليم النساء عن أهمية الوعي وكيفية التعامل مع هذا المرض الخطير.
في هذا المقال، نستكشف معًا الأسئلة المحورية حول كيف يتم الكشف عنه، ونتعرف على ما إذا كان يمكن الشفاء التام من سرطان المبيض.
نتطرق أيضًا إلى خيارات العلاج والتشخيص المتاحة، لنمنح كل امرأة الفرصة لتكون مسلحة بالمعرفة والأمل في مواجهة هذا التحدي.
تعريف سرطان المبيض
هو نوع من السرطان يتشكل في أحد المبيضين أو كليهما.
المبايض هي جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي، وتقع في منطقة الحوض، ووظيفتها الأساسية هي إنتاج البويضات وإفراز الهرمونات الجنسية؛ مثل: الإستروجين والبروجسترون، والتي لها دور مهم في تنظيم الدورة الشهرية والحمل.
أنواع سرطان المبيض
هناك عدة أنواع منه، والتي تشمل:
سرطان الخلايا الظهارية
يُعد أكثر الأنواع شيوعًا ويتشكل عادةً على سطح المبيض. يمثل حوالي 90% من حالات سرطان المبيض.
سرطان الخلايا الأوليه
هذا النوع أقل شيوعًا ويتشكل من الخلايا التي تنتج البويضات داخل المبيض. يصيب هذا النوع عادة النساء الأصغر سنًا.
سرطان الخلايا السّدية (السترومالية)
هو نوع نادر ويبدأ من الخلايا التي تشكل الأنسجة الضامة والعضلية داخل المبيض، يمكن أن يحدث في أي عمر.
كل نوع من أنواع سرطان المبيض له خصائصه وطرق علاجه المختلفة، ومن الضروري التشخيص الدقيق لتحديد النوع الصحيح ووضع خطة العلاج المناسبة.
اسباب سرطان المبيض وعوامل الخطر
يُعد فهم اسباب سرطان المبيض وعوامل الخطر خطوة مهمة نحو الوقاية من هذا المرض أو اكتشافه مبكرًا.
بينما لا يمكن دائمًا تحديد السبب الدقيق لسرطان المبيض، فإن العديد من العوامل قد تزيد من خطر الإصابة به.
العوامل الوراثية والجينية
النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي من سرطان المبيض أو سرطان الثدي لديهن خطر أعلى للإصابة بهذا المرض.
ترتبط طفرات معينة في الجينات، مثل: BRCA1 و BRCA2، بزيادة كبيرة في خطر الإصابة بسرطان المبيض.
النساء اللواتي يحملن هذه الطفرات يتعرضن لخطر أعلى بكثير من المتوسط.
بعض الحالات الوراثية؛ مثل: متلازمة لينش تزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض.
عوامل الخطر البيئية ونمط الحياة
تتمثل عوامل الخطر الأخرى ما يلي:
- يزداد الخطر مع تقدم العمر، خاصةً بعد سن الـ 50.
- قد يزيد عدم الحمل أو الحمل في سن متأخرة من خطر الإصابة .
- أشارت بعض الدراسات إلى أن استخدام بعض أدوية الخصوبة قد يرتبط بزيادة خطر سرطان المبيض.
- استخدام العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث، خاصةً لفترات طويلة، قد يزيد من الخطر.
- قد يزيد التدخين، النظام الغذائي غير الصحي، وقلة النشاط البدني من خطر الإصابة بسرطان المبيض.
اعراض ورم المبيض
قد تسبب أورام المبيض، سواء كانت حميدة أو خبيثة (كما في حالة سرطان المبيض) مجموعة من الأعراض.
من المهم ملاحظة أن اعراض ورم المبيض هذه يمكن أن تكون غير محددة وقد تتشابه مع أعراض حالات أخرى.
فيما يلي بعض من اعراض ورم المبيض:
- ألم أو ضغط في الحوض: قد تشعر المرأة بألم أو ضغط في منطقة الحوض.
- تغييرات في الدورة الشهرية: قد تواجه بعض النساء تغييرات في نمط الدورة الشهرية؛ مثل: النزيف الغير منتظم.
- الانتفاخ أو التورم في البطن: قد يترافق ذلك مع زيادة في الوزن أو انخفاض في الشهية.
- ألم أثناء الجماع: بعض النساء قد يعانين من ألم أثناء أو بعد العلاقة الجنسية.
- تغييرات في عادات الأمعاء أو المثانة: مثل الإمساك أو الحاجة المتكررة للتبول.
- الشعور بالتعب أو الإرهاق: قد تشعر المرأة بالتعب الشديد دون سبب واضح.
- ألم في الظهر أو الساقين: قد يكون ناتجاً عن ضغط الورم على الأعصاب أو الهياكل الأخرى.
من الضروري التشديد على أن هذه الأعراض ليست بالضرورة تنم على وجود اورام المبيض ويمكن أن تنتج عن العديد من الأسباب الأخرى.
إذا كانت المرأة تعاني من أي من هذه الأعراض، خاصةً إذا استمرت، فمن المهم استشارة احسن دكتور جراحة اورام فى مصر للحصول على التقييم الصحيح والعلاج المناسب.
كيف يتم الكشف عن سرطان المبيض؟
يُغد التشخيص خطوة حاسمة في رحلة العلاج؛ إذ يعتمد على مجموعة من الفحوصات لتحديد وجود السرطان وتحديد مدى انتشاره.
تتضمن هذه الفحوصات ما يلي:
- الفحص البدني: يبدأ الطبيب بفحص بدني شامل يشمل التحقق من أي تورمات أو كتل في منطقة الحوض.
- التاريخ الطبي والعائلي: يستعرض الطبيب التاريخ الطبي للمريضة وتاريخ عائلتها لتحديد أي عوامل خطر محتملة .
- الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار): يستخدم للحصول على صور للمبايض والرحم، ويمكن أن يكون عن طريق البطن أو المهبل.
- فحوصات الدم: يمكن أن تشمل فحص مستويات مؤشرات الأورام مثل CA-125، وهو بروتين يمكن أن يزيد في دم المرأة المصابة بسرطان المبيض.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): هذه الفحوصات توفر صورًا مفصلة للأعضاء والأنسجة داخل الجسم، مما يساعد في تحديد حجم وموقع الورم.
- الخزعة: في بعض الحالات، قد يتم أخذ عينة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر. يمكن أن تكون هذه العملية إما عن طريق إجراء جراحي أو عن طريق إبرة تحت إشراف التصوير بالموجات فوق الصوتية.
- تنظير البطن: يتيح للطبيب رؤية الأعضاء داخل البطن وأخذ عينات للخزعة إذا لزم الأمر.
- فحوصات إضافية: قد تشمل فحوصات الصدر بالأشعة السينية وفحوصات الدم لتحديد مدى انتشار السرطان.
يُعد التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية لزيادة فرص نجاح العلاج.
هل يمكن الشفاء التام من سرطان المبيض؟
تعتمد إمكانية الشفاء التام من سرطان المبيض على عدة عوامل؛ منها: مرحلة الكشف عن المرض ونوعه، بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريضة.
يعزز الكشف المبكر فرص الشفاء بشكل كبير، حيث تكون خيارات العلاج أكثر فعالية.
علاج سرطان المبيض
يعتمد علاج سرطان المبيض على مرحلة السرطان والحالة الصحية العامة للمريضة.
تتنوع خيارات العلاج من الجراحة إلى العلاج الكيميائي والإشعاعي، وغالبًا ما يتم استخدام مزيج من هذه العلاجات.
الجراحة
تُعد الجراحة أحد أهم الخيارات العلاجية لسرطان المبيض و يمكن إجراء جراحه تحفظيه في بعض الحالات المبكره للمحافظة على القدره علي الإنجاب و ذلك لفترة إستكمال أفراد الأسره وبعد ذلك يتم إستكمال خطة العلاج، وأهدافها تشمل:
- استئصال الورم: يسعى الجراحون لإزالة الورم بأكبر قدر ممكن. هذا قد يشمل إزالة المبيضين، الرحم، قناة فالوب، وحتى الأنسجة المحيطة.
- التشخيص الدقيق: يمكن للجراحة أيضًا توفير معلومات دقيقة حول مرحلة وانتشار السرطان.
- تخفيف الأعراض: في حالات السرطان المتقدمة، قد تساعد الجراحة في تخفيف الأعراض.
العلاج الكيميائي
يُعد العلاج الكيميائي من الخيارات الرئيسية بعد الجراحة ويهدف إلى:
- يُستخدم العلاج الكيميائي لقتل أي خلايا سرطانية متبقية بعد الجراحة.
- يمكن أن يساعد العلاج الكيميائي أيضًا في تقليل خطر عودة السرطان.
العلاج الإشعاعي
على الرغم من أنه أقل شيوعًا في علاج سرطان المبيض، لكن يمكن استخدام العلاج الإشعاعي في بعض الحالات في:
- تدمير الخلايا السرطانية: يستخدم الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها.
- تخفيف الألم والأعراض الأخرى: خاصةً في السرطانات المتقدمة التي انتشرت إلى العظام أو أجزاء أخرى من الجسم.
يتطلب التشخيص والعلاج نهجًا متعدد التخصصات يتضمن أخصائيي الأورام، جراحي الأورام، وفرق الرعاية الداعمة.
من المهم أن تناقش المريضة جميع خياراتها العلاجية مع فريق الرعاية الصحية لتحديد أفضل خطة علاجية تناسب حالتها الصحية واحتياجاتها.
ختامًا،، ينبغي التأكيد على أهمية الوعي بسرطان المبيض، فهم عوامل الخطر، وأهمية الفحص الدوري.
التعاون مع فريق الرعاية الصحية وتبني استراتيجيات فعالة للتعامل مع التشخيص والعلاج يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في تحسين نتائج العلاج وجودة حياة المرضى.