يمثل سرطان القولون واعراضه تحديًا صحيًا كبيرًا في عصرنا الحالي، فهو أحد أنواع السرطانات التي تصيب الجهاز الهضمي، وتحديدًا القولون، الجزء الرئيسي من الأمعاء الغليظة. 

يُعد هذا النوع من السرطان من بين الأكثر شيوعًا وخطورة في العالم، ويحتل مرتبة متقدمة بين أسباب الوفاة الناجمة عن السرطانات المختلفة.

تكمن أهمية الحديث عن سرطان القولون واعراضه في الحاجة الماسة لرفع مستوى الوعي حول هذا المرض، سواء من حيث طرق التشخيص، أو العلاجات المتاحة. 

اسباب سرطان القولون واعراضه

يبدأ هذا النوع من السرطان عادةً في شكل نمو غير طبيعي أو تكتلات صغيرة تُعرف بالأورام الحميدة أو الزوائد اللحمية القولونية، والتي قد تتطور بمرور الوقت لتصبح خبيثة (سرطان).

الإحصائيات والانتشار

يُعد سرطان القولون من بين الأنواع الأكثر شيوعًا للسرطان على مستوى العالم. 

وفقًا للإحصائيات العالمية، يشكل نسبة كبيرة من حالات السرطان المُشخَّصة سنويًا. 

يزداد خطر الإصابة به مع التقدم في العمر، وعادة ما يتم تشخيصه في الأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين عامًا. 

يشير الباحثون إلى أن الرجال قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون مقارنة بالنساء.

تُظهر الإحصائيات أيضًا تباينًا جغرافيًا في معدلات الإصابة بهذا النوع من السرطان، مع ارتفاع معدلاته في البلدان الصناعية بالمقارنة مع البلدان النامية، وهو ما يُعزى جزئيًا إلى نمط الحياة والعادات الغذائية.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بسرطان القولون

تشمل اسباب سرطان القولون واعراضه وعوامل خطر الإصابة؛ العوامل الوراثية والجينية، والعوامل البيئية، ونمط الحياة.

العوامل الوراثية والجينية

تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون. 

يتمثل هذا الخطر خاصة في الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض؛ إذ يُعد وجود أقارب من الدرجة الأولى (الآباء، الإخوة، الأبناء) قد تم تشخيصهم بسرطان القولون دليلًا على زيادة احتمالية الإصابة به.

بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الاضطرابات الجينية الموروثة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون؛ مثل: متلازمة لينش (Lynch Syndrome) والتهاب القولون الغدي العائلي (Familial Adenomatous Polyposis). 

يتميز الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات بتطور الزوائد اللحمية في سن مبكرة، والتي يمكن أن تتحول إلى سرطانية إذا لم يتم تدبيرها بشكل صحيح.

العوامل البيئية ونمط الحياة

تمثل عوامل البيئة ونمط الحياة أيضًا دورًا كبيرًا في خطر الإصابة بسرطان القولون؛ تشمل هذه العوامل:

  • النظام الغذائي

يُعتقد أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون الحيوانية واللحوم الحمراء والمعالجة وقليلة الألياف تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون. 

تساعد الألياف على تحريك الفضلات بسهولة عبر الأمعاء، مما يقلل من الوقت الذي تتعرض فيه الأمعاء للمواد المسرطنة المحتملة.

  • قلة النشاط البدني

ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون. تقلل الرياضة والنشاط البدني المنتظم من خطر الإصابة بسرطان القولون من خلال تعزيز الحركة الطبيعية للأمعاء.

  • التدخين والكحول

يرتبط التدخين واستهلاك الكحول بكميات كبيرة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.

يُعتقد أن التبغ والكحول يساهمان في تطور الأورام السرطانية من خلال تغيرات جينية أو خلق بيئة مواتية لنمو السرطان.

  • الوزن الزائد والسمنة

يرتبط الوزن الزائد والسمنة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، وذلك قد يكون بسبب تأثيرات التهابية مرتبطة بالدهون الزائدة في الجسم.

سرطان القولون واعراضه

تنقسم أعراض سرطان القولون إلى نوعين؛ سرطان القولون واعراضه المبكرة، والأعراض المتقدمة.

سرطان القولون واعراضه المبكرة

في المراحل المبكرة، قد لا يسبب سرطان القولون أعراضًا واضحة، وهذا ما يجعل الفحص الدوري أمرًا حاسمًا للكشف المبكر. 

ومع ذلك، هناك بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى وجود المرض:

  • تغييرات في عادات الأمعاء: مثل الإصابة بالإمساك أو الإسهال التي تستمر لأيام عديدة.
  • تغير في قوام البراز: البراز الذي يصبح أكثر ضيقًا أو قطره يتغير بشكل ملحوظ.
  • نزيف المستقيم أو وجود دم في البراز: وهو من العلامات المبكرة الهامة.
  • ألم البطن المستمر: وجود تقلصات أو غازات أو ألم في البطن.
  • الشعور بعدم الراحة أو الشعور بعدم إخلاء الأمعاء بشكل كامل.

سرطان القولون واعراضه المتقدمة 

عندما يتقدم سرطان القولون، يمكن أن تظهر أعراض أكثر وضوحًا وخطورة، والتي تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا:

  • فقدان الوزن غير المبرر: فقدان كبير وغير مفسر في الوزن يمكن أن يكون علامة على تقدم المرض.
  • الإرهاق المستمر: الشعور بالتعب الشديد دون سبب واضح يمكن أن يكون مؤشرًا على سرطان القولون المتقدم.
  • ألم البطن الشديد: ألم متزايد وتقلصات في البطن.
  • فقر الدم (الأنيميا): الشعور بالضعف والدوار، وقد يكون ذلك نتيجة فقدان الدم المزمن من الأمعاء.
  • انسداد الأمعاء: يمكن أن يؤدي الورم إلى تضيق القولون، مما يسبب أعراضًا؛ مثل: الانتفاخ والألم الشديد في البطن.

تشخيص سرطان القولون

تشمل إجراءات تشخيص سرطان القولون؛ الفحوصات السريرية، والفحوصات التشخيصية المتقدمة.

الفحوصات السريرية

عندما يزور المريض الطبيب بسبب أعراض قد تشير إلى سرطان القولون، يبدأ الطبيب عادةً بسلسلة من الفحوصات السريرية، والتي تشمل:

التقييم الطبي الشامل

يستفسر الطبيب عن التاريخ الطبي للمريض وأعراضه، بما في ذلك تفاصيل حول تغيرات في عادات الأمعاء، وجود دم في البراز، فقدان الوزن، وغيرها.

الفحص البدني

يقوم الطبيب بفحص البطن للكشف عن وجود تورمات أو ألم، وقد يشمل أيضًا فحص المستقيم رقميًا للتحقق من وجود أية كتل أو غيرها من الشذوذات.

الفحوصات التشخيصية المتقدمة

إذا كانت هناك شكوك تتعلق بسرطان القولون، يوجه الطبيب المريض لإجراء فحوصات تشخيصية متقدمة، والتي تتضمن:

تنظير القولون (Colonoscopy)

يُعد تنظير القولون الفحص الأكثر دقة لتشخيص سرطان القولون. يستخدم فيه الطبيب أنبوبًا مرنًا مزودًا بكاميرا لفحص القولون بأكمله. 

إذا عُثِر على أي زوائد لحمية أو أورام، يمكن إزالتها أو أخذ عينات منها (خزعات) للفحص المخبري.

التصوير بالأشعة السينية مع استخدام الباريوم (Barium Enema X-ray)

يمكن استخدام هذا النوع من الأشعة السينية للحصول على صورة واضحة للقولون الداخلي.

التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan)

يمكن استخدام الأشعة المقطعية لتقييم مدى انتشار السرطان في القولون أو خارجه.

الفحوصات المخبرية للدم

تشمل اختبار الدم الخفي في البراز (FOBT)، واختبارات لفحص وظائف الكبد وفحص علامات الأورام، والتي يمكن أن تشير إلى وجود سرطان.

خيارات علاج سرطان القولون

تشمل طرق علاج سرطان القولون الخبيث الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيماوي.

الجراحة وأنواعها

تُعد الجراحة العلاج الرئيسي لسرطان القولون، خاصة في المراحل المبكرة. تشمل أنواع الجراحات المستخدمة:

استئصال جزء من القولون (Colectomy)

هو الإجراء الأكثر شيوعًا لسرطان القولون. يتضمن هذا الإجراء إزالة الجزء المصاب من القولون وإعادة توصيل الأجزاء السليمة من الأمعاء.

استئصال الورم البدائي

في حالات السرطان المبكر، يمكن إزالة الورم وجزء صغير من الأنسجة المحيطة به.

الاستئصال الكامل للقولون

قد يحتاج المرضى إلى إزالة القولون بأكمله في حالات نادرة .

الجراحة الدقيقة

يمكن استخدام التقنيات الجراحية الدقيقة لتقليل الإصابة بالأنسجة وتسريع التعافي.

العلاج الكيماوي والإشعاعي

يُستخدم العلاج الكيماوي والإشعاعي عادةً بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية متبقية ولتقليل خطر عودة السرطان.

العلاج الكيماوي

يتضمن استخدام أدوية تقتل الخلايا السرطانية. يمكن استخدامه قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، أو بعدها للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية. 

يمكن أن يشمل العلاج الكيماوي واحدًا أو أكثر من الأدوية الكيميائية، ويمكن إعطاؤه عن طريق الفم أو عن طريق الوريد.

العلاج الإشعاعي

يستخدم الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية أو تقليص الأورام. يمكن استخدامه قبل الجراحة لتقليص الورم، مما يسهل إزالته، أو بعد الجراحة لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية. 

يوجَّه الإشعاع بدقة على المنطقة المصابة لتقليل تأثيره على الأنسجة السليمة.

معلومة تهمك: تعتمد نسبة الشفاء من سرطان القولون على عدة عوامل، أهمها مرحلة المرض عند التشخيص والصحة العامة للمريض.

ختامًا،، يُعد الوعي بسرطان القولون خطوة أساسية نحو تقليل معدلات الإصابة وتحسين نتائج العلاج.

ينبغي على الجميع، سواء كانوا أفرادًا أو مهنيين في المجال الطبي، العمل على نشر المعرفة والتشجيع على الفحص الدوري وتبني أسلوب حياة صحي للمساهمة في مكافحة هذا المرض.

للاستفسار والحجز مع دكتور علي الفقيهافضل دكاترة الاورام فى مصر– تواصل معنا عبر الأرقام الموجودة في الموقع.